فصل: أعداء الإسلام هم أعداء الإسلام في كل زمان ومكان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وعندما حدثت مذبحة الحرم الإبراهيمي لم تكن مفاجأة للمؤمنين الصادقين، لأنهم يعرفون عن اليهود أكثر مما يعرفه اليهود عن أنفسهم!!
وقديما تعلمنا أن الديك المؤذن لم ينخدع للثعلب الذي برز له يوما في ثياب الواعظين!!
ان تاريخ اليهود مع الإسلام ملىء بالغدر والخيانة، ومذبحة الحرم الإبراهيمي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكننا نحن المسلمين- أصابتنا آفة النسيان ومعها آفة الشجب والإنكار.
فإذا رأينا من اليهود غدرا رفعنا عقيرتنا، وخرجنا في مظاهرات، وما هي إلا أيام قلائل حتى نعود إلي سيرتنا الأولى.
بل وفينا سماعون لهم، ومتشبهون بهم، ومتعاونون معهم، وهؤلاء يقولون «الإسلام دين السلام».
وواقعهم يشهد عليهم بأنهم قد جعلوا «الإسلام دين الاستسلام» مع أن الإسلام لم يهزم قط في معركة دخلها، وإنما الذي هُزم هم المسلمون!!.
ونحن نقرأ في كتاب الله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ} [المائدة: 82]. ونفهم أنا نؤجر بكل ونفهم أنا نؤجر بكل حرف عشر حسنات، وهذا صحيح، ولكن ينبغي أن نفهم أيضا أن عداوة اليهود لنا باقية إلى يوم القيامة.

.غدر اليهود:

ويجب علينا أن نذكر الشعوب المسلمة أن اليهود قد دبروا مؤامرة لقتل رسولنا صلى الله عليه وسلم!!! فقد أهدوا له شاة مسمومة! ومات الصحابي الجليل بن البراء- رضى الله عنه- لأنه أكل منها، وما كاد الرسول يأكل منها حتى قال: «إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة».
ومرة أخرى تآمر اليهود على رسولنا صلى الله عليه وسلم فسخروه كما هو معلوم من قصة لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر.
وقد حدثنا القرآن عن محاولات اليهود لقتل الأنبياء في مواضع كثيرة بحيث انك لو جمعت الآيات التي تحدثت عن هذه القضية، لاستبان لك: أن قتل الأنبياء، والغدر بهم، كان هدفا يهوديا خالصا، يسعى اليهود إلي تحقيقه بكل وسيلة.
وأقرأ ذلك- إن شئت- في سورة البقرة- آيات: [61، 85، 87، 91] وفي سورة آل عمران آيات: [21، 112، 181، 183] وفى سورة النساء آيات: [155، 157]، وفى المائدة آية [70].
وفى مقابل هذا الغدر وتلك الخيانة يصف القرآن اليهود بأنهم- في ميدان القتال- أجبن الناس، وأضعف الناس، قلوب خاوية، وهمم هاوية!! {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} [الحشر: 14]. وهذا في أحسن الأحوال، وإلا {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنْهُمْ} [البقرة 246]. ثم تمتلئ قلوبهم رعبا، وخوفا، وجزعا، وفزعا فيقولون: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون} [المائدة: 24].
وإذا كان اليهود يتميزون بهذا القدر العظيم من الجبن والفزع، والخوف والهلع، فهل يهزم أمامهم إلا من هو دونهم؟!!.
ومما ينبغي على كل مسلم أن ينتبه له: أن اليهود هم أصل كل فساد وقع في الأرض، وهم الذين أوقدوا نيران جميع الحروب التي وقعت في العالم، فإنهم كما وصفهم الله: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين} [المائدة 64].
فقد كان اليهود وراء فساد الإلحاد، وفساد الأخلاق، وفساد التنصر والتكفير، وفساد الأفكار، وفساد القوميات والعصبيات، وفساد الاقتصاد، وفساد الأسر والبيوت، وفساد الصحافة والإعلام.
ولذلك أطلق القرآن وصفة لهم بالسعى في الأرض فسادا، ولم يخص من الفساد نوعًا معينًا، ونبه بإطلاقه على أنهم وراء كل فساد.
وفى كتابه القيم بعنوان: «قبل أن يهدم الأقصى» أقام المؤلف الدليل على أن اليهود هم المصدر الأصلي لفساد العالم وخرابه!!! فقال: وهذا الفساد والإفساد قد ترك بصماته السوداء على صفحات التاريخ توقيعا عن اليهود، وشاهدا على حضورهم في كل مجال يمكن الإفساد فيه.
فاليهودى «أبو عفك» واليهودي «كعب بن الأشرف» واليهودى «ابن أبى الحقيق» كانوا من أوائل من ألبوا الأحقاد، وقلبوا الأمور في الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة، فجمعوا بين اليهود من بنى قريظة وغيرهم، وبين قريش من مكة، وبين القبائل الأخرى في الجزيرة على محاربة المسلمين.
واليهودى «عبد الله بن سبأ» هو الذي أثار العوام، وجمع الشراذم وأطلق الشائعات في فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما تلا ذلك من النكبات.
واليهودى «مدحت باشا» كان وراء إثارة النعرات القومية، واستخدام المخططات الماسونية في دولة الخلافة العثمانية، مما أدى في النهاية إلي سقوط تلك الخلافة على يد اليهودى الأصل «مصطفى كمال أتاتورك».
واليهودى «كارل ساركس» هو الذي كان وراء الموجة الإلحادية، التي أصبحت فيما بعد قوة ودولة، بل معسكرا دوليا، بنى نفسه على أنقاص بلاد المسلمين وشعوبهم.
واليهودى «فرويد» كان وراء النزعة الحيوانية التي أصبحت فيما بعد منهجا تتلوث به عقول الناشئة، فيما يصنف تعسفا على أنه علم وتقدم.
واليهودى «جان بول سارتر» كان وراء نزعة أدب الانحلال في علاقات الأفراد والجماعات.
واليهودى «جولد تسيهر» كان وراء حركة الاستشراق إلي استشرى فسادها وعم ظلمها وإظلامها.
واليهودى «صمويل زويمر» هو الذي خطط لحركات التبشير، أو بالأحرى: التكفير في بلاد المسلمين. لا لمجرد إدخال المسلمين في النصرانية، بل لإخراجهم من الإسلام.
واليهودى «ثيودر هرتزل» هو الذي وضع البذرة الأولى في محنة العصر المسماة بأزمة الشرق الأوسط، عندما خطط ورسم معالم «الدولة اليهودية» في كتابه المسمى بهذا الاسم، تلك الدولة التي ولدت بعد مماته سفاحا، فكانت بؤرة للإفساد في الأرض.
وأخيرًا. فإذا أردنا أن نصدق أن اليهود قد تخلصوا من صفة الغدر والخيانة، أو صفة الفساد والإلحاد، فإنه ينبغي علينا التصديق أن بإمكان الجمل أن يلج في رسم الخياط!! وكلاهما مستحيل، وليس إليه سبيل!!

.أعداء الإسلام هم أعداء الإسلام في كل زمان ومكان:

الحمد لله الذي أطعم عبادة من الجوع، وآمنهم من الخوف، والصلاة والسلام على رسوله، الذي جاهد في الله حق جهاده، وصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ووضع لأمته منهج حياتها، وأرشدها إلي سبيل نجاتها... وبعد.
فقبل أن أبدأ حديثى أرجو من الكرام القارئين أن يتدبروا ويتفكروا في هذه الحقيقة التي تقول:
أمريكا = الأمم المتحدة = اليهود!!
إنها ثلاث كلمات مترادفة أو هي ثلاثة أوجه لعملة واحدة!!
وإن أعداء الإسلام هم أعداء الإسلام في كل زمان ومكان، فكلما دخل الناس في دين الله أفواجا تضاعف الحقد في قلوب الكافرين، فهم لا يريدون بقاء الإسلام ولا دخول الناس فيه.
فها هي ذي قريش ترى الإسلام يفشو في القبائل ويضيء بنوره الأرجاء، فتجتمع وتخطط وتتآمر، ويتفق أهل الكفر على المؤمنين الموحدين، لأنهم آمنوا بالله فخرجوا بذلك على الشرعية الدولية.. وكان الحصار شديدا على نفوس المؤمنين، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا.
واستمر الحصار ثلاث سنوات كاملة! حتى أكلوا ورق السمر والشجر والجلود! وبكاء الأطفال من الجوع يسمع من بعيد! وأنين النساء والعجائز يخترق الأسماع من وراء شعب بنى هاشم في مكة. كل ذلك والمؤمنون. وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صابرون محتسبون. فماذا فعل هؤلاء حتى يمنع عنهم الطعام والشراب؟ وبأى ذنب يعذبون ويسجنون؟! إنها لغة الكفر التي تحدث عنها القرآن: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}[إبراهيم: 13].
واليوم يعيد التاريخ نفسه:
فقد فكر أعداء الإسلام بقيادة الأمم المتحدة في أنسب الوسائل للقضاء على المسلمين، فوجدوا أن الحصار وسيلة فعالة ومؤثرة، فاتخذوه سبيلا لإرهاب الدولة المسلمة ن وهم يسيرون على نفس النهج الذي رسمه كفار قريش.
وإذا نظر المسلم إلى ديار الإسلام في العالم اليوم فإنه يبكى دما على هذا الظلم الواضح الفاضح، والذى يمارسه أعداء الإسلام بل أعداء البشرية في إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها.
ففى البونسة والهرسك:
فرضت أمريكا ودول أوروبا حظرا وحصارا على المسلمين فقط، فلا أسلحة ولا طعام! ثم تظاهرت هذه الدول أمام الرأى العام الإسلامى بأنها راعية العدل والسلام!!
وفى العراق:
كان الحصار هو وسيلة إذلال وتجويع للشعب العراقى المسلم بشيوخه ونسائه وأطفاله! وما ذنب الشعوب إذا كانت الحكومات ظالمة أو فاسدة.
وفى ليبيا:
فرض أعداء الإسلام حصارا على الشعب الليبى المسلم لتجويعه وإذلاله بتهمة غير واضحة ولا ثابتة، فيما يسمونة بحادث لوكيربى.
ويقوم صندوق النقد الدولى التابع للأمم المتحدة بدور خطير في إذلال المسلمين، وتجويعهم تحت ستار الإصلاح الاقتصادى، فمع كل قرض يقدمه يفرض ما يشاء من الشروط.
وأخيرا: أعلنت الأمم المتحدة على لسان بطرس غالى بأنها ستمنع المساعدات عن الدول الإسلامية التي ترفض توصيات مؤتمر السكان الدولي الداعية إلى الإجهاض والشذوذ الجنسي!!
وقد رفضت الشعوب الإسلامية هذا التهديد الصريح، ورفضت معه توصيات المؤتمر الداعية الشذوذ والدعارة والإباحة الجنسية.
إن أصدق كلمة قالها أحد علماء اليمن المعاصرين بأن هذه الأمم المتحدة هي: الأوثان المتحدة!! فإن الناس قديما كانوا يعبدون أوثانا متفرقة من الأحجار والأشجار وغيرها... ومع التطور اختاروا لهم وثنا مشتركا هو «الأمم المتحدة» التي هي وسيلة من وسائل اليهود للسيطرة على العالم بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة، وان أصدق وصف يصدق علينا هو أننا لا نستحق نصر الله ما دمنا بعيدين عن منهجه، منحرفين عن صراطه المستقيم.
ويبقى سؤال مهم: ما هو الحل؟
والحل في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
وقد ظهرت دلائل الرجوع إلي الله، والفرار إليه واضحة جلية، ولكن ينبغى على كل مسلم ان يقوم بواجبه في الدعوة إلي الله والنصيحة لإخوانه، والتحذير من مكائد الأعداء.
فهل نحن فاعلون؟ اللهم نعم!

.اليهود بين القاهرة وبكين!!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن القرآن الكريم قد حدثنا كثيرا عن اليهود، وحذرنا دائما من عداوتهم، ونبهنا إلي كفرهم ومكرهم، قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ} [المائدة: 82].
واليهود يجاهدون ويصرون على هذه العداوة تحقيقا لهذه الآية الكريمة من كتاب الله.
فقد نشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» اليهودية في (/ 1987م) مقالا جاء فيه:
(إن على وسائل إعلامنا ان لا تنسى حقيقة مهمة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب، هذه الحقيقة هي أننا نجحنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب طوال ثلاثين عاما، ويجب أن يبقى الإسلام بعيدا عن تلك المعركة إلي الأبد، ولهذا يجب ان لا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا تلك في استمرار منع استيقاظ الروح الدينية بأى شكل، وبأى أسلوب، ولو اقتضى الأمر الاستعانة بأصدقائنا لاستعمال العنف لإخماد أى بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا).